“ان حياة لم تفحص لا تستحق ان تعاش”
سقراط
يبدو هذا القول دقيقا جدا ,عميق الي اقصي الحدود والأهم من ذلك انه صحيح بدرجة كبيرة بالنسبة لحياة اي من الأشخاص
“ فدائما تجد الشخص يبحث عن معني للحياة , يبحث عن اجابة لذلك السؤال المحير” ماذا تريد من الحياة اكثر من اي شيء اخر؟
وتجد بحثه ذلك يتمثل في البحث عن أشياء محددة بعينها ,عدد من الأشياء المادية والمعنوية بالأضافة الي الكثير من الأشياء الصغيرة التي يصعب تصنيفها
بتحليل الفكرة السابقة عن الحياة تجد عنصرين جوهريين
أولهما هو في الفكرة نفسها بأن معني الحياة يكمن في عيش أكبر عدد ممكن من الخبرات للوصول لتحقيق كل الرغبات الممكنة
وثانيهما أن الشخص لن يكتفي ابدا وسيظل دائما في صراع محتدم داخليا , صراع مع ذاته التي لن تكف أبدا عن طلب المزيد
تجد الشخص يسعي ويجتهد ولسان حالة يقول ان الحياة تأتي مرة واحدة ; فعليك ان تغرف منها كل ما تطولة يداك
وعن طريقة السلوك تجدة يتحرك بشكل مرتب , بداية نحو اشباع أكثر احتياجاته أهمية من وجهة نظرة المحددة جدا والقصيرة المدي
فمثلا الشخص الذي يفتقد المال¹ (والكثيرون علي تلك الشاكلة تجده في سعي مطرد نحو الثروة أو قل نحو النفوذ المتمثل في الثروة) مما يتيح له اشباع المزيد من رغباته
ومع الكثير من التمرس في هذا التفكير ومن السعي المطرد ; تجد الفكرة المسيطرة تتحول الي عادة او طبع في داخل كيان الشخص , طبع لا يمكن ابدا فقدانه حتي مع زوال السبب
في تلك الحالة بالتأكيد لا يصل الشخص أبدا الي اشباع تام , لكنه ربما في مرحلة متقدمة جدا تجدة يحاول التملص من سيطرة تلك الطباع علي شخصيته
وتجدة يلتفت ليبحث عن تلك الأشياء الصغيرة , التي أهملت في ظل الصراع المحموم سابقا ; هنا هنا تجدها تعود بقوة اعظم وتطفو لتغطي كل السطح ولتغدو فيما بعد أشد الحاجات الحاحا علي نفسه
يلتفت الشخص ليبحث عن أشياء لم يكن ليشعر أبدا انه سيهتم بها او سيفتقدها يوم ما , أشياء مثل الحب ، التعاطف واهتمام الأخرين به لأجل شخصه ، والكثير من الأشياء المعنوية التي لم يفلح المال قي اشباعها
ولكن يا للأسي في تلك اللحظة يصبح من قبيل الخيال الوصول لتلك الأشياء
فمن المستحيل رجوع الزمن وصولا لتلك الفترة من الحياة ، حيث كان يلزم الأهتمام ببذر ورعاية تلك القيم المعنوية
الشخص ايضا يبقي في وضع غير منصف تحت الضغوط التي تعرض لها ، فأسلوب الترويض بالمكافأة الذي تفرضه الحياة و المجتمع علي الشخص يرغم الفرد دوما علي السير وفقا لاطار محدد ، بل وينهي علي هوية الشخص تدريجيا
لكن دائما يهمل الأنسان كل ذلك ، ويرتضي بالمكافأة النهائية كتعويض عن أي فقدان لأشياء اخري في الطريق نحو النجاح ، نحو الهدف الأصلي
هناك فئة أخري من الأشخاص ، قد لا يكون لديهم نقص ظاهر في شيء محدد ولكنهم دوؤبي السعي نحو المزيد
مثالا علي ذلك ، تجد ملياردير يهتم بجمع المال الي اقصي درجة ممكنة ، رغم أن كمية الأموال المتوافرة لدية كافية له ولأولادة وأحفادة مدي الحياة
بالطبع هناك اسباب اخري للنهم المتزايد في تلك الحالات ، فعدم الوصول للأشباع عند البعض يؤدي للعناد والأصرار علي جمع المزيد والمزيد متوهما ان المزيد يحمل معة الأكتفاء في حين أن الواقع علي النقيض تماما ; فالمزيد يحمل معة المزيد من التعطش
ذلك لأن الشخص لم ينظر أبدا الي ما فقده من أشياء اخري وتلح علية نفسه لأشباعها
الشخص لم يهتم أبدا بالبحث عن مصدر الأحتياج
في كلا الحالتين تجد ان الأشباع يتحول الي الهدف ذاته بعد ان كان مختفيا تحت الكثير من الأستعارات البراقة
يكون قد تضخم كليا بشكل يستحيل التخلص من سطوتة ابدا ـ ربما لأنه يستمد وقودة من الشعور بالنقص (عدم الأكتفاء ) اللامتناهي داخل كيان الشخص
كل ما سبق يطرح عدة تساؤلات خطيرة ومؤلمة في ذات الوقت
:
§ بداية هل الجنس البشري كله مريض وفي بحث دائم عن اوهام ملي الفراغ بداخله ، مداواة الامه العميقة وايقاف نزيفة المستمر ( انا لم احدد فئة معينة اوعصر محدد لذلك ، اعتقد ان ذلك ينطبق علي كل الأشخاص ، ينطبق علي انا شخصيا وعلي كل السادة القراء ما لم يكن هناك علاج او حل واضح ) .
هكذا يعتقد
Alfred adler ²
في نظرياتة المتعلقة بعلم النفس ( بأن مركب النقص يطول كل انسان ، بل ان لدي كل انسان رغبة قي التعويض عن شعورة بالنقص ).
§ ثانيا هل التهافت علي اشباع الأنسان لرغباته الذاتية ونقصه الذاتي ، هو افضل نهج للتخلص من ألامه ، هل فعلا لاتوجد وسيلة كفيلة بأشباع كل ذلك النهم
والأهم من ذلك هل معني الحياة وحقيقتها العارية بالنسبة للأنسان تبقي مؤلمة لهذا الحد !!!
ربما يبقي العقل بعيدا وعاجزا عن ايجاد حل لتلك المعضلة
" وحدة القلب يبصر جيدا ، فالأمور الهامة تبقي بعيدا عن مرأي العين "
يقال بأن الأنفتاح علي الأخر ، المحبة الامتناهية قادرة علي انهاء العطش البشري
ولكن كيف
كيق تكمن تلك القوي الرهيبة في المحبة ؟
كيف وقد اصبحت المحبة توجها غير مرغوبا به علي الأطلاق ؟
بل قل كيف وقد نسيت البشرية اي معني أصيل للمحبة بفضل التحريفات المتكررة و المتعمدة ؟
وكيف ونحن نعيش في ذلك العصر الذي يعتبر محبة عدوك نوع من المبالغة قي الفضيلة الغير المقبولة !؟
في انتظار المزيد من التوضيح
…
__________________________________________________________________
¹قد وضعت المال كأحد الأمثلة فقط ولكن بالتأكيد هناك المزيد من الأشياء بذات التأثير وربما أكثر آهمية ..
Leave a Reply